من بين الدموع التي تسبح بها العيون ... ومن بين امواج وبحور الدمعة التي تتلاطم بين البؤبؤ والجفن ... ينطلق سؤال يبحث عن اجابة ....ماهو الشوق ....؟؟؟
تتلاطم الاجابة في بحور الفكر ...
الشوق ان تغطي وجهك بيديك ...وتستنشق انفاسك ... فتسترجع منها ما بقي من انفاس حبيبك ...ان تنظر الى المرآة تتلمس آثار اصابع حنونة جاست ذات يوم فوق الجبين .... الشوق ان تطلب رقم هاتفه ... فترى المكان امامك ..وتشعر انك ذهبت اليه لتكحل بطلعته عينيك .... ان ترتشف من فنجان قهوتك رشفة بل رشفتين وانت تردد اسمه يتراقص بين شفتيك .... ان تجلس في مقهى ضمكما ذات يوم وتطلب عشاء لشخصين وتمد يدك ... فترتد ... وتحتار اي طبق طبقك فتخنقك العبرات ... وتتساقط دموع حرّى من مقلتيك ...
الشوق ...
ذلك الشعور العاقل المجنون ...
شعور يدفعك لتجري الى من تحب ...
وتقول له بأعلى صوت ....
انت لي ...انت لي ...
رغم الحواجز والقيود ....
رغم العالم كله انت لي ...
سيدتي .........
من قال ان الحرف طوعي اذا امرته ...؟؟
ومن قال ان ملامحك المشرقة ستغرد فوق اسطري ...؟
ومن قال اني سأعلن اسمك على الملاء واعترف انك حبي ...؟؟؟
ومن قال اني لن اداريك واخفيك حتى عن نفسي ...؟
من قال اني استطيع ان ابوح انك عزي ونصري ..؟؟
من قال ...؟ ومن قال ...؟؟ ومن قال ...؟؟؟
لهفة كسياط النار تلهب ادمعي وحنيني ....
لكن كيف لي ان احكي ...؟؟؟
انى لي ان اشكو وقد اعتدت الصمت ...
اعتدت الصبر ...
اعتدت الا اشكو حالي ....
سنوات طويلة يخفيك عني الزمن ...
وفجاءة تأتين ...
واعلنها مدوية ...
احبك ياأمراءة بلون الشفق ....
وعمق الغسق ....
احبك حبا صامتا ....
ارى فيك طموحي ...
وجنوني ....
واندفاعي ...
وطفولتي ...
وشبابي ...
ونضجي ...
ارى فيك كل العمر ....
ايتها المتميزة بين البشر ....
في ارض الواقع الف عائق وعائق يحول بيننا ...
لكن رويدك ...
انا ماعرفتك قط على ارض الواقع ...
انا مااحببتك قط على ارض الواقع ...
انتي المحال الذي احلم به واتمناه ...
سيدتي ....
انتي بعد المدى ... والانعتاق من كل الحدود ...
انتي لي شرنقة حرير ... ودرب منثور بالورود ...
قريبان ... ملأى شلال الحنين في الضلوع ...
يشعلنا الشوق ...ترسمنا الحرقة .... يلفنا الحنين .... ايتها العذبة كالمطر ...الهادئة كنعاس الطفولة ...الدافئة كخبز البدو ....كنتي كريمة معي ...اخذتي سعادتي وتركتي لي كل شيء ....
ياأساي ...وأسفي ...واسئلتي ....عدت اليك مثقلا بكل شيء الا الندم ....في صدري حشد من الكآبة ....احساس مرير بالغربة ...اشعر انني وحيد كحبة فستق في صحن تركت على طاولة مقهى ...تصافحها الريح ..ويجتاحها الضياع وعيون المارة ...
الرجوع الى الحنان شعور مخيف ...احساس كثيف بالمرارة ....اعشابي تناديك ...انا قتيل مياهك ...لم اعد انس بشيء في هذا العالم سوى بنفسي .......
ياأجمل الاحتمالات واحبها الى روحي المعذبة ....ياأكثر الظلال رقة ومعنى ....ليتك تعلمين اي شعور بالكآبة يغمرني ...وانتي بعيدة هناك ...
انا طفل الابتسامة ...كبر الطفل ...وبقيت الابتسامة ....
اتوق اليك وبشدة ...كقطرة ماء باردة تسقط في جوف ظمآن ...اتوق منك الى هدهدة (الطفل الحزين) في اعماقي ....ظامىء انا للحب .....فقط له ...... ارتوي منه فقط ....معك ....
قلبي اعتمته الحياة....اعتمه النسيان ....مضيتي وانتي تحملين قلبي دون رحمة ولا شفقة ....حتى دورتي الدموية اختلت ....
الحياة ياأنيستي تضيع الان من بين اصابعي كما قبضة الرمل
ياأول نبض اعترف بسره ...واخر سر اعترف بنبضه ....لما كرهتي قربي ..؟؟ وهويتي بعدي ...؟؟واستثقلتي روحي ونفسي ...؟؟ ولما سرتك مصيبتي ...؟؟ وساءتك حسنتي ...وسلامي ...؟؟وانا الذي طالما اخذني الفكر والتفكير ...والشوق والتوق الى حيث تكثرين انتي وانتهي انا ...؟؟؟
انني ابدو في هذه اللحظة كمثل المحب الذي وقف على الميناء ليودع حبيبته المسافرة على ظهر السفينة ...وحينما تحركت السفينة حمل قلبه على كفه واخذ يلوح به تجاه حبيبته ...لكنها كانت غافلة عنه وعن كفه التي يلوح بها ومشغولة بالضحك واللعب مع بقية ركاب السفينة ....
ليتك تبصرين لتري اي حال عليه انا الان ...؟؟
اي قسوة ووحشية بداخلك تدفعك لقتلي من الوريد الى الوريد وانا الذي طالما منحك بنفسج القلب وينابيع الحنان بوداعة وطيبة وبراءة وعذوبة طفل لم يتعلم بعد ابجديات الحياة ...؟؟؟
ترى لما تبدلتي وتغيرتي وانتي تعلمين اني احبك ...؟ثمة جزء صغير مني ما يزال يحن الى ذلك الزمن الحزين والذي سيظل جرحا مفتوحا في خاصرتي الى الابد ....
اية احزان هذه التي ترفض التعليل ...وتأبى الأنصياع ....ولماذا لا يأتي النسيان حاملا معه ممحاته الحنون ؟؟؟ويمسح عن قلبي كدماته وخيباته وجراحه وآلامه ....
هل تراني اعيش في وقت خا طيء ...؟؟واحب في زمن خاطيء ...؟؟
انني لم ازل بعدك من غربة الى غربة ...ومن وحشة الى وحشة ....انني حزين ياوسادة خوفي ....لانك لم تجعلي لي بابا امر به الى حديقة اخرى .....
ياموطن احلامي .....هل تراني حقا احبك ....؟؟؟
احبك ؟؟؟كيف احبك ؟؟؟؟
انه السؤال الذي له مذاق الملح ...والشوك ....وغصة الخيبة والحزن ...عجزت دوما عن الاجابة عليه .....!!!
الثلاثاء مايو 18, 2010 8:20 pm